|
||||
مشكلة الغش في الامتحانات بالمدارس
إعداد- الطالب
زياد منير الحجيلي
الرقم الجامعي : 327354860
عام : 1433هـ - 1434هـ
إرشاد فضيلة الدكتور
عيد حجيج الجهني
المستخلص
مشكلة الغش في
الامتحانات بالمدارس
للطالب : زياد منير الحجيلي – المستوى الرابع – ماجستير – تخصص
التربية – كلية الدعوة وأصول الدين -
الجامعة الإسلامية - إرشاد فضيلة الدكتور : عيد حجيج الجهني
لعام : 1433هـ - 1434هـ .
وهدفت الدراسة التعرف
على المقصود بالغش ، وحكمه في الشريعة
الإسلامية ، وأهم
العوامل التي تؤدي إلى الغش ، والتعرف
على آثار الغش على الفرد ، وآثار الغش على
المجتمع ، وتقديم
رؤية موضوعية للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى ظاهرة الغش في
المدارس في ضوء نتائج الدراسة ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي في
جمع المعلومات
والبيانات وتحليلها ، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها : معرفة
المقصود بالغش ، وحكمه في
الشريعة الإسلامية ، وأهم العوامل التي تؤدي إلى الغش ، ومعرفة أهم
الوسائل والأدوات التي
تساعد على انتشار ظاهرة الغش بين الطلاب في المدارس، ومعرفة أهم آثار
الغش على العملية
التربوية ، وأوصت الدراسة عدة توصيات منها : على المؤسسات التربوية أن
تعمل على تقديم
البرامج التدريبية للمعلمين تبين لهم خطورة هذه الظاهرة على المجتمع ،
وأيضاً توضيح الآلية
التي تبين الإجراءات المتبعة في عملية المراقبة والإشراف في قاعات
الامتحانات ، وحثهم على
تطبيق اللوائح في نظام العقوبات ،
وأن تحث إدارات المؤسسات التربوية ومنها
المدارس على
الالتزام بالحضور اليومي للمدرسة
، وعدم الغياب مما يسبب لهم عدم الفهم والاستيعاب الغير
جيد للمادة العلمية ، وعلى الباحثين التربويين والمختصين والمهتمين في
التربية والتعليم المساهمة
في عمل دراسات وأبحاث في هذه الدراسة للتغلب على أهم العوامل التي
تؤدي إلى تفشي هذه
الظاهرة في المدارس .
.
الفهرس
الموضوع
|
رقم الصفحة
|
|
الخطة :
|
|
|
المقدمة
|
3
|
|
مشكلة
الدراسة
|
6
|
|
أسئلة
الدراسة
|
9
|
|
أهداف
الدراسة
|
10
|
|
أهمية
الدراسة
|
11
|
|
حدود
الدراسة
|
12
|
|
مصطلحات
الدراسة
|
12
|
|
الدراسات
السابقة
|
13
|
|
منهج
الدراسة
|
17
|
|
الفصل
الأول – الغش :
|
|
|
المقصود
بالغش
|
19
|
|
حكمه في
الشريعة الإسلامية
|
21
|
|
العوامل
التي تؤدي إلى الغش
|
22
|
|
الفصل
الثاني – آثار الغش :
|
|
|
آثار
الغش على الفرد
|
27
|
|
آثار
الغش على المجتمع
|
29
|
|
الفصل
الثالث – الغش في المدارس :
|
|
|
أهم العوامل التي
تؤدي إلى اتساع ظاهرة الغش في المدارس
|
33
|
|
الوسائل والأدوات
التي تساعد على انتشار ظاهرة الغش بين الطلاب في المدارس
|
34
|
|
مراحل تطور انتشار ظاهرة الغش في المدارس
|
36
|
|
آثار الغش على العملية التربوية :
|
38
|
|
رؤية موضوعية
للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى ظاهرة الغش في المدارس في ضوء نتائج
الدراسة :
|
41
|
|
الفصل
الرابع – الخاتمة :
|
|
|
النتائج
|
46
|
|
التوصيات
|
46
|
|
المراجع
|
48
|
|
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين محمد
بن عبد الله وعلى
وصحبه وسلم أجمعين وبعد :
إن مفهوم التربية كما يعرفها الدكتور خالد الحازمي : وهي تنشئة
الإنسان شيئاً فشيئاً في جميع
ظل متطلبات العصر ، وتسعى إلى تحقيقها بشتى الطرق والوسائل المتاحة أو
التي يكمن الحصول
عليها ، فمن العهد النبوي الشريف من المعلم الأول في الأمة
الإسلامية رسول الله وخاتم النبيين
والرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي علَم أصحابه رضوان الله عليهم ورباهم على
أساس منهج تربوي سليم ، متأثرين ومؤثرين في أنفسهم وفي كل ما يتعلق في
جوانبهم النفسية
والإيمانية والاجتماعية والعقلية .واستمروا على ذلك حتى بعد ممات
الرسول صلى الله عليه وسلم،
وظهر تأثيرهم أكبر تأثير في المجتمع الإسلامي حيث وصلوا إلى قمم عالية
في جميع المجالات
مثلت حضارة شامخة ومزدهرة على مدى التاريخ الإسلامي ، وثم جاء من
بعدهم التابعون الذين
تابعوا ما بذله الصحابة من عمل وجهد في التوجيه والإرشاد وتوعية الناس
في المجتمعات
الإسلامية ، وتوالى بعد ذلك بعض العصور الإسلامية منها القوية ومنها
الضعيفة وظلت التربية
الإسلامية بمنهجها وأهدافها وأسسها تصد كل من يعتدي لهذه البلاد
الإسلامية أو يسبب أي ضرر
لها . يقول الله تعالى : (كُنتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) [2] ،
ويقول ابن عباس في قوله تعالى : (كُنتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة
. والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة
كل قرن بحسبه ، وخير قرونهم الذي بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم الذين يلونهم . [3]
وقد اهتمت النظرية التربوية الإسلامية في تربية الطفل بثلاثة أبعاد
أساسية وهي : النظرية
المتكاملة لطبيعة الطفل، والتنشئة الاجتماعية، والتربية
الخُلُقية.وهذه الأبعاد متصلة مع بعضها
اتصالاً وثيقاً،وكل منهما يؤثر في الآخر، وتشارك جميعها في بناء شخصية
الطفل بشكل
متكامل[4] . ويقول
الله تعالى : ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ
يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ
وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [5] ،
فيذكر الله تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به
عليهم من بعثة الرسول محمد صلى الله عليهم
وسلم إليهم يتلو عليهم آيات الله مبينات ويزكيهم ، أي
يخرجهم من رذائل الأخلاق ودنس النفوس
وأفعال الجاهلية ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور
ويعلمهم الكتاب وهو القرآن والحكمة وهي
السنة ، ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون .[6]
ويرى
الباحث من هذه الآية علاقة ارتباط بين التعليم والتزكية كما هو ظاهر من معنى الآية
؛
لهذا كان من مقاصد الدين الإسلامي
الحنيف تزكية النفوس ، وإذا هذا الارتباط الوثيق بين التعليم
والتزكية فإن الخروج عن مقاصدها والقيام بما يخالفها أو
يعرقل من تحقيق أهدافها يعتبر نشازًا
وانحِرافًا عن الجادَّة
والسبيل .
والتربية الإسلامية تحرص كل
الحرص على التحلي بالفضائل من الأخلاق قولاً وفعلاً من الصدق
والأمانة والعدل والإحسان
والوفاء ، وتوجه بالابتعاد عن رذائل الأخلاق
قولاً وفعلاً كذلك ، من
الكذب والحسد والكره والغش
والخيانة .. ، فعلى الإنسان المسلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق
والابتعاد عن رذائلها ، وهذا
مهم في الجانب التربوي مهم له بما يتعلق بخصائصه الدينية والعقلية
والنفسية والصحية والاجتماعية حتى
تصل به التربية الإسلامية إلى تحقيق الهدف الأسمى وهو
تحقيق السعادة في الدنيا
والآخرة وفق منهج سليم شرعي مبني على أسس وقواعد الدين الإسلامي
الحنيف .
فالإسلام اهتم بالكسب المعيشي اهتماماً كبيراً
فبيَن المهن والمكاسب المحرمة التي ينبغي صد
جميع الوسائل المفضية إليها ، فينبغي على العامل المسلم أن يتحرى في
كسبه الأعمال المشروعة
أولاً ، ثم يتحرى سلامة الكسب من الغش والخداع وسائر الرذائل ، وأن
يتحرى فيه الصدق
والأمانة والإخلاص [7]،
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا نزول قدما عبد يوم القيامة حتى
يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه
وفيم أنفقه ، وعن جسمه
فيم أبلاه " [8]
ويعرف الغش : بأنه سلوك يهدف الى تزييف الواقع لتحقيق كسب غير مشروع مادي او
معنوي
أو إرضاء لحاجة نفسية .[9]
والغش سلوك إنساني مرفوض بالنسبة للفرد أو
للمجتمع ، ويعتبر من رذائل الأخلاق التي يجب
على الإنسان المسلم الابتعاد وعدم التحلي
بها .
فالغش له تأثيراته السلبية على المجتمعات
والدول في كثير من المجالات الاقتصادية والعلمية
والاجتماعية .. .
والغش يعَدُ أيضاً من
الانحرافات السلوكية ، وإن هذا الانحِراف قد شاع بين طلاب العلم في
مدارس التعليم العام من إخلال
بأمانة التعليم، والخروجٍ عن أسس التربية التي
تُعَدُّ مقصدًا من
مقاصد القائمين على مسالكها ومناشطها، ومن أعظم مظاهر
الإخلال ما لاحظه الباحث من
انتشار ظاهرة الغش بين طلابنا بصورة واضحة ومحسوسة ، وممَّا
زاد الأمر خطورةً أنَّ هناك مَن
يُيسِّر ويُسهِّل للطلاب الوقوع في هذه الظاهرة
الخطيرة، ، وخاصةً من بعض القائمين على
الجانب التربوي والتعليمي، سواء في ذلك المعلِّمون
والإدارِيُّون، ولا يتوقَّف الأمر في انتشار
الظاهرة السوء هذه على مدارس التربية
والتعليم، بل شملت المؤسسات التعليميَّة الأخرى؛
كالجامعات والمعاهد العلمية والتقنية؛
وعليه لا بُدَّ من الوقوف بدراسة أثر مشكلة الغش وأثرها في
المجتمعات وخاصة المدارس ومنها
الغش في الامتحانات.
ويرى بذلك الباحث بإجراء دراسة
تحت مسمى : [ مشكلة الغش في الامتحانات بالمدارس ] –
مشكلة الدراسة :
إن المجتمعات الإسلامية بشكل عام والمجتمعات العربية بشكل خاص تسعى دائماً إلى الرقي
والتقدم في جميع المجالات سواء كان منها علمياً أو اقتصادياً أو
زراعياً أو تجارياً أو طبياً ...
وغيرها من المجالات ، وذلك كي تعمل على مواكبة غيرها من المجتمعات
والدول المتقدمة في
مجالات التي ذكرها الباحث سابقاً ، التي سبقتها تلك الدول وتقدمت
عليها بمراحل .
ولذلك على المجتمعات أن تسير وفق أسس تربوية وعلمية في المساهمة على
تحقيق هذه الأهداف
والطموحات ، لإعداد جيل صالح ومبدع يمثل المستقبل المشرق والمتحضر
لهذه المجتمعات .
وتعد مشكلة الغش في الامتحانات المدرسية من
اخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي
وأوسعها تأثيرها على حياة الطالب والمجتمع
حوله والغش حلقة من متلازمة ثلاثية معروفة تتكون
من الكذب والسرقة وخيانة الأمانة ، الغش
خيانة للنفس وخيانة للآخرين وهو يبدأ في الامتحانات
وينتهي الى كل مناحي الحياة ، وظاهرة الغش
في الامتحانات والذي أصبح يشكو كثير من
المدرسين والتربويين من انتشاره ليس على
مستوى التعليم الابتدائي فحسب بل تجاوزتها الى
المرحلة الثانوية او الجامعية فكم من طالب
قدم بحثا ليس له فيه الا اسمه على غلافه وكم من طالب
قدم مشروعا ولا يعرف عما فيه شيئا وقد تعجب
من انتكاس الفطر عند بعض الطلبة فيرمي من لم
يغش بأنه معقد ومتخلف وجامد وربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعد على
الغش بأنه
لا يعرف معنى الأخوة ولا التعاون وأنه ذو خلق سيء وفي من البغض ما فيه .
وعلى التربويين وخاصة منهم المعلمين يفتكروا إن مهنة التدريس مهنة
شريفة يقوم عليها وينتج
منها أجيال وأجيال من الطلاب .
وأيضاً إن التدريس مهنة شريفة كلف بها الرسل عليهم السلام وهم أشرف الخلق في
الناس
أجمعين .
يقول الله تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى
اللَّهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين ) [10]
بالإضافة إلى مهنة التدريس إنهم كانوا يربون على أساس منهج تربوي يتقون به الله
سبحانه
وتعالى . ليساعد الناس على إتباع السبل الصحيحة في جميع أمورهم
الحياتية كي ينالون الجزاء
والثواب العظيم في الآخرة .
وظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية سلوك
انحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها
الأساسية وهو ركن التقويم إذ يعد الغش في الامتحانات بمثابة تزييف لنتائج
التقويم مما يضعف
من فاعلية النظام التعليمي ككل ويعوقه عن
تحقيق أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها ويفسره البعض
في إطار ( الغاية تبرر الوسيلة ) بمعنى
اضطرار الفرد إلى اللجوء إليه بسبب او لآخر ويفسره
الآخرون بأنه بمثابة استجابة تجنبيه يحاول
الفرد عن طريقها التخفيف من الضغط الذي يواجهه
تجنبا للآثار التي تنتج عن فشله في
الامتحان ويلقي البعض هذا السلوك على نمط التنشئة
الاجتماعية التي تعرض لها الفرد طوال مراحل
حياته بينما يلقيها البعض الآخر على النظام
التعليمي المعول به فضلا عن عناصر العملية
التعليمية كالمدرسين وصعوبة المنهج الدراسي او
لطبيعة الحياة المدرسية ويلقي البعض الآخر
تبعه الغش إلى الطلبة أنفسهم الذي يلجئون إليه بسبب
إهمالهم الدراسة .[11]
وفي حكم عمل الباحث معلماً في أحد مدارس التعليم العام في المملكة
العربية السعودية ، فإن
عدداً من مدارسنا تعاني من ظاهرة الغش في الامتحانات ، بالإضافة تعاني
من سلبية المعلمين
، وسلبية أولياء أمور الطلاب في متابعة أبنائهم من حيث مستوياتهم
العلمية والأخلاقية في
المدارس ، وترك كل الأمور بما يتعلق بالتربية والتعليم وبما فيها من
أعباء على كاهل إدارة
المدرسة ومعلميها ، وإن عدم تعاونهم هذا ساهم في ظهور سلوكيات غير
مرغوبة منها الغش في
الامتحانات ، أو رسوباً في كل عام ، أو تدني المستوى العلمي والأخلاقي
لدى أبنائهم .
وإذا سارت الأمور إلى غير مسارها أو كانت النتائج سلبية بغير ما
يتمناه أولياء أمور الطلاب ،
صبوا جُم غضبهم على المدرسة ومن القائم عليها .
فالتربية والتعليم لا تنجح إلا إذا كانت العلاقات بين كل من الطالب
والمعلم والمدرسة والأسرة
إيجابية ومتميزة بما يخدم كل منهم الآخر .
وكي تسير العملية التربوية والتعليمية في المؤسسات التعليمية في
التعليم العام والخاص والعالي
وفق خطط ومنهج للوصل إلى تحقيق الأهداف التعليمية ، فلا بد الوقوف على
التصدي لبعض
الانحرافات السلوكية ، بالتعرف عليها وأسبابها ومضارها ، وأثرها على
العملية التربوية
والتعليمية ومدى انعكاسه على المجتمع .
وبذلك تأتي الدراسة للوقوف على مشكلة الغش في الامتحانات بالمدارس .
وهي أحد المشكلات
التربوية الواقعة في العصر الحالي .
وركز الباحث على هذه المشكلة لأن ممارسة الغش يفسد عملية القياس بين
الطلاب وتلويث نتائج
الاختبار التي يعرقل من تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية من حيث
التحصيل العلمي .
وما توصلت إليه بعض الدراسات التربوية في العالم العربي منها :
بحوالي (82 % ) من طلاب العينة
قاموا بالغش في الامتحانات مقابل نسبة تقدر بحوالي
(69%) من الطالبات .
سوريا إلى أن هناك نسبة من الطلاب الذكور تقدر بحوالي
(31% ) يغشون في
امتحاناتهم ، مقابل نسبة تقدر بحوالي (18%) من الطالبات .
الطلاب ، مقابل نسبة (37.6%) من الطالبات كانوا قد غشوا
في امتحاناتهم المدرسية .
وإن الذين يتعودون على هذا السلوك ويمارسونه في جميع سنواتهم
التعليمية التي مرُوا بها ، قد
تكون لديهم عادة في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهم ، وهذه
يمثَل خطورة واضحة في
المجتمع ، قد تضعف من أسسه وتعرقل من أهدافه .
أسئلة الدراسة :
إن هذه الدراسة تأتي في المساهمة للتغلب على مشكلة الغش في الامتحانات
بالمدارس ، والتي
تساعد القائمين والمسئولين في وزارة التربية والتعليم في العمل على إيجاد
الحلول للقضاء على
هذه الظاهرة ، للمساهمة في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية بكفاءة
وفعالية وجودة عالية مما
يعد مستقبل مشرق وزاهر لأجيال من الأبناء في المملكة العربية السعودية
.
وبالتالي فإن الدراسة تحاول الإجابة على السؤال الرئيسي التالي :
س : ما أثر مشكلة الغش في الامتحانات بالمدارس ؟.
ويتفرع عن السؤال الرئيسي الأسئلة الفرعية التالية :
1- ما المقصود بالغش ؟
وما حكمه في الشريعة الإسلامية ؟ وما العوامل التي تؤدي إلى الغش ؟.
2- ما آثار الغش على
الفرد ؟ وما آثار الغش على المجتمع ؟ .
3- ما أهم العوامل التي
تؤدي إلى اتساع آثار ظاهرة الغش في المدارس ؟ وما مراحل تطوره؟.
4- ما الوسائل والأدوات
التي تساعد على انتشار ظاهرة الغش بين الطلاب في المدارس ؟.
5- ما آثار الغش على
العملية التربوية ؟.
6- ما الرؤية الموضوعية للتغلب على أهم العوامل
التي تؤدي إلى ظاهرة الغش في المدارس ؟.
أهداف الدراسة :
يسعى الباحث من هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية :
1- التعرف على المقصود بالغش ، وحكمه في الشريعة الإسلامية ،
وأهم العوامل التي تؤدي
إلى الغش .
2- التعرف على آثار الغش على الفرد ، وآثار الغش على المجتمع .
3- التعرف على أهم
العوامل التي تؤدي إلى اتساع آثار ظاهرة الغش في المدارس ومراحل
تطوره
فيها .
4- الوسائل والأدوات
التي تساعد على انتشار ظاهرة الغش بين الطلاب في المدارس .
5- التعرف على آثار الغش
على العملية التربوية .
6- تقديم رؤية موضوعية
للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى ظاهرة الغش في المدارس
في
ضوء نتائج الدراسة .
أهمية الدراسة :
يرى الباحث إن أهمية هذه الدراسة تكمن في استخدامات الأساليب
والإجراءات المناسبة التي
تساعد القائمين والعاملين في مجال
التربية والتعليم في المؤسسات التعليمية سواء كان في التعليم
العام أو الخاص للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى ظاهرة الغش في هذه
المدارس .
والمساهمة في تطوير نظام
التعليم بما يخدم كل من المعلم والطالب والقائمين على تخطيط
وتطوير المناهج التعليمية ، والسعي دوماً إلى نهضة تعليمية مواكبة في
ظل التقدم والتطور في هذا
العصر الحديث . وإضافة إلى ذلك تنعكس أهميتها من النقاط التالية :
1- معرفة أهم الأسباب والدوافع التي تجعل بعض الطلاب إلى الغش في
الامتحانات المدرسية.
2- المساهمة في تقديم
الإجراءات والأساليب للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى ظاهرة
الغش في المدارس .
3- التعرف على قياس
مستوى غش الطلاب في مراحل التعليم العام .
4- توضح مدى الآثار التي
تنعكس على الفرد أو المجتمع بسبب الغش في المدارس .
5- تساعد أولياء الأمور
في متابعة المستوى العلمي والسلوكي الحقيقي لأبنائهم الطلاب خلال
السنوات
التعليمية التي يقضونها في المدارس من خلال التغلب على تفشي ظاهرة الغش فيها.
6- تساعد المعلمين على
عكس المستوى الحقيقي للطالب في عمليات القياس والتقويم في
التحصيل العلمي والمعرفي .
7- تعمل على إظهار نزاهة
وصدق الامتحانات في عملية القياس والتقويم للطلاب في
المدارس من خلال التغلب على مظاهر الغش في الامتحانات بالمدارس .
8- تساعد القائمين
والمسئولين على وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية في
تقديم اللوائح والأنظمة التي تتعلق بعقوبات الغش في المدارس ،
وتطويرها للتغلب على أهم
العوامل افي تفشي هذه الظاهرة في المدارس .
9- قد تفيد الباحثين
التربويين والمختصين في وضع اللوائح والأنظمة وبرامج التوجيه
والإرشاد التربوي وتطويرها
للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة في
المدارس من إجراء دراسات وأبحاث في مجال هذه الدراسة بما ينهض به
الواقع التربوي
والتعليمي ويواكب هذا العصر الحديث وتقديم مستقبل مشرق في العملية
التربوية والتعليمية بما
تهدف إليه الغايات والأهداف السامية في التربية والتعليم .
حدود الدراسة :
أولاً - الحدود الموضوعية :
تناولت الدراسة مشكلة الغش في
الامتحانات بالمدارس .
ثانياً – الحدود المكانية :
المدارس .
ثالثاً – الحدود الزمانية :
بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى ستجرى هذه الدراسة في العام الدراسي :(
1433هـ - 1434هـ ) .
مصطلحات الدراسة :
معنى الغش لغةً :
الغِشُّ : نقيض النُّصح، وهو مأخوذ من الغَشَش:
المشرب الكدِر، وقد غشَّه يغشَّه غِشًّا : لم يمحضه
النُّصيحة، وشيء مغشوش ، واستَغَشَه
واغَتَشَه : ظن به الغش ، وهو خلاف اسْتَنْصَحَه
[15] ،
وغشه : لم يمحضه النصح أوأظهر له خلاف ما
أضمره، واغْتَشَهُ واسْتَغَشَهُ : ضد انْتَصَحَهُ
واسْتَنْصَحَهُ، أو ظن به الغِشِّ .[16]
معنى الغش اصطلاحًا :
الغِشُّ: كتم كل ما لو علمه المبتاع كرهه .[17]
والغشُّ
أيضاً :هو ما يخلط من الرَّديء بالجيِّد .[18]
وفي التربية تعددت التعاريف نذكر منها :
· الغش بأنه
سلوك يهدف الى تزييف الواقع لتحقيق كسب غير مشروع مادي أو معنوي
أو إرضاء لحاجة نفسية ، والغش
المدرسي هو تزييف نتائج التقويم الذي هو من أهم عناصر
المنهج . [19]
· هي كل
النشاطات غير المسموح بها في الامتحانات للحصول على تقديرات جيدة او تحقيق
بعض المتطلبات ومن أمثلتها النقل من الكتب
او مساعدة طالب آخر او استخدام قصاصات
الورق المنقولة او الاقتباس الإشارة الى
المؤلف الأصلي او سرقة بحث أعده طالب آخر او
كتابة بعض لطالب آخر .[20]
أما التعريف الإجرائي للغش : هو استخدام
الطالب أو الطالبة وسائل غير مشروعة أو غير عادية
تنافي أسس الدين الإسلامي والأعراف للحصول على إجابات صحيحة بدون وجه حق في مختلف
متطلبات ومخرجات التربية والتعليم .
وأما التعريف الإجرائي للغش في الامتحانات
بالمدارس : فهو ما يحصل عليه الطالب أو ما
تحصل عليه الطالبة من الدرجة الكلية في
نتائج الامتحانات التي تساعد على الانتقال من مرحلة
إلى مرحلة تعليمية أخرى بسبب ما حصل عليه من درجات يستحق بها النجاح .
الدراسات السابقة :
تناول العديد من الباحثين التربويين والمختصين في مشكلة الغش في
الامتحانات بالمدارس .
إلا أن الباحث سيعرض عدة
دراسات سابقة والتي لها علاقة غير مباشرة أو مباشرة في
موضوع الدراسة كما يأتي :
في زيادة ظاهرة الغش
بين الطلبة معهد التكنولوجيا " .
وهدفت الدراسة إلى
بيان أهم العوامل المؤثرة في زيادة الغش ، واستخدم الباحث المنهج الوصفي
المسحي معتمداً على
طريقة التحليل العاملي ونتائج استبيان إحصائي ، واعتمدت الدراسة على
نتائج الاستبيان
الإحصائي لطلبة معهد التكنولوجيا – بغداد – ونسبة معاينة إحصائية ( 32.3٪ )
من مجموع طلبة المعهد
الصباحي ( 1801) ، إناث ( 502 ) ، ذكور ( 1299 ) .
وتوصلت الدراسة إلى
عدة نتائج منها : يزداد استخدام الغش في عدة نواحي منها الفئة العمرية بين
( 20 -24 )، والذكور
أكثر من الإناث ،والطلبة ذوي المستوى المعاشي المرتفع ، وإن سبب
استخدام الغش يعود
إلى عدة أسباب منها عدم الرغبة بالمادة ، وعدم فهم المادة وعدم وجود وقت
كافي للاستعداد
للامتحان ونوع الأسئلة الامتحانية ، وإن ( 90٪ ) من مستخدمي الغش هي
للدروس النظرية ، وإن
( 70٪ ) من مستخدمي الغش ينجحون بهذه الطريقة ، وأوصت الدراسة
عدة توصيات منها :
على الهيئة التدريسية انتقاء الأسئلة الشاملة والواضحة لكل مادة امتحانيه ،
وتوفير الأجواء
المناسبة والوقت الكافي لكل مادة امتحانيه ،والاهتمام بالقاعات الامتحانيه وحث
مشرفي ومراقبي
القاعات على اعتماد الطرق التربوية الحديثة لمنع عملية الغش قبل بدايتها .
وهدفت الدراسة إلى التوصل إلى عدد من التوصيات والمعالجات في محاولة
للحد من الظاهرة
واستخدمت الدراسة المنهج المسحي واستخدمت الدراسة المنهج المسحي ،
واستخدام أداة
الاستبيان الاحصائي وكانت عينة الدراسة هي طلبة الصف الأول والثاني في
المعهد الطبي
التقني – المنصور- بعدد ( 120
) طالب وطالبة .
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها : بأن عدم المواظبة بالدوام في بعض
المواد الدراسية
احتلت المرتبة الأولى بين الأسباب التي أدت إلى الغش ، وتأتي بالمرتبة
الثانية الاعتقاد القائل :
بأن سوء التخطيط وتنظيم القاعة الامتحانيه هو السبب الذي أدى إلى الغش
، وأوصت الدراسة
إلى عدة توصيات منها : عدم التساهل في ارتفاع نسبة الغياب لدى الطلبة
وتطبيق التعليمات
النافذة بهذا الخصوص بشكل جدي . وإعطاء أهمية كبيرة لتخطيط وتنظيم
القاعات الامتحانيه
بحيث لا تكون هناك ثغرة تسمح للطلبة باستغلالها أثناء تأدية الامتحان
، وإعطاء مبلغ مقطوع
ومجزئ للمراقبين على القاعات الدراسية لكل يوم امتحاني .
والدافع للانجاز على طلبة الجامعة في ليبيا العظمى " .
وهدفت الدراسة إلى التعرف على حجم ظاهرة الغش في الاختبارات في معهدي
إعداد المعلمين
العاليين ( تيجي ونالوت ) ، وطلبة قسم اللغات ، والتعرف على ظاهرة
الغش في الاختبارات
باختلاف التخصص الدراسي ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي والمنهج
الوصفي المسحي
مستخدمة عدة مقاييس واختبارات على مجموعة من طلاب قسم اللغات في جامعة
صقر إفريقيا
والمعهد العالي لإعداد المعلمين ( تيجي ونالوت ) وتكونت العينة من (
220 ) طالباً بالصف
الأول ( علمي وأدبي ) ، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها : توجد
فروق ذات دلالة
إحصائية عند مستوى ( 5٪ ) من حيث تكرار سلوك
الغش في الاختبارات بين طلاب
التخصصات العلمية وطلاب التخصصات الأدبية ، ويوجد فروق ذات دلالة
إحصائية من حيث
تكرار سلوك الغش في الاختبارات بين الطلاب باختلاف مستويات الدافعية
للانجاز ، وبعض
أساليب المعاملة الوالديه كما يراها الأبناء ( في القسوة – الحماية
الزائدة ) ، وأوصت الدراسة
عدة توصيات منها : تفعيل اللوائح والأنظمة التي تحد من ظاهرة الغش ،
وتكافئ المشرف أو
المراقب الذي يمسك بأمانة طالب يغش في أي مكان ،وزيادة فاعلية السرية
والحفاظ على
الأسئلة الاختبارية .
من منظور طلبة كلية التربية الأساسية في دولة الكويت "
وهدفت الدراسة إلى رصد الواقع
التعليمي وتتبع التحديات التي تواجهه من منظور الطلبة
وإبراز رأي الطلبة وتحليل توجيهاتهم ومقترحاتهم أملاً في فهم الواقع
وتوجيهه والارتقاء به ،
وتقديم مجموعة حلول تتعلق بالحد من الغش وذلك من منظور الطلبة أنفسهم
.
واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي المسحي وكانت عينة الدراسة مكونة
من ( 800 )
طالباً وطالبة من طلاب وطالبات كلية التربية الأساسية في دولة الكويت
واستخدمت أداة
الاستبانة الإحصائية ، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها : طغيان
ظاهرة الغش في
الامتحان إذ يوافق ( 92.3 ٪ ) من
عينة الدراسة على أن ظاهرة الغش في الامتحانات منتشرة
في جميع المراحل التعليمية ، وتعود الطالب على سلوك الغش في
الامتحانات بمراحل التعليم
السابقة من أبرز أسباب الوقوع في الغش في المرحلة الجامعية ، والخوف
من الرسوب في
الامتحان ورغبة الطالب في الحصول على معدل مرتفع من أهم أسباب الغش من
منظور طلبة
كلية التربية الأساسية ، وأوصت الدراسة عدة توصيات منها : الجدية في
ساعات الدراسة
والالتزام بها لاسيما قبل وبعد العطلة الرسمية والالتزام الفعلي في
التدريس بداية الفصل
الدراسي أثناء فترة السحب والإضافة ، والتشجيع الدائم والمتجدد لتطبيق
معاني الأمانة
والصدق كفريضة دينية وعادات شخصية ومسئولية وطنية وفريضة حضارية سعياً
لإيجاد
مجتمع المعرفة والفضيلة .
التعليق على الدراسات السابقة :
نقاط الاتفاق :
1- اتفقت الدراسة مع
جميع الدراسات في الجانب المهم في موضوع الدراسة ( وهو مشكلة
الغش في الامتحانات) .
2- اتفقت الدراسة مع
جميع الدراسات في محاولة التغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى
الغش في الامتحانات في المؤسسات التعليمية .
3- اتفقت الدراسة في استخدام المنهج الوصفي بالنسبة لأدبيات
الدراسة في جميع المراجع
السابقة .
4- اتفقت الدراسة مع
جميع الدراسات السابقة في محور الدراسة ( بمشكلة الغش في
الامتحانات ) بما يخص الطلاب والطالبات .
نقاط الاختلاف :
1- أن هذه الدراسة نظرية
، تختلف عن جميع الدراسات السابقة ، حيث أن هذه
الدراسات
مسحية ( ميدانية ) .
2- أن هذه الدراسة
اعتمدت على المنهج الوصفي ، بينما جميع الدراسات اعتمدت على هذا
المنهج بالإضافة إلى المنهج الوصفي المسحي مستخدمة أدوات القياس
والاختبارات .
3- أن هذه الدراسة
اختلفت عن الدراسات السابقة بأنها تحاول التغلب على مشكلة الغش في
الامتحانات في مدارس التعليم العام .
4- أن هذه الدراسة تختلف
عن الدراسات السابقة بأنها تحاول تقديم رؤية موضوعية في
التغلب على أهم العوامل التي أدت إلى الغش في المدارس .
منهج الدراسة :
وقد أستخدم الباحث المنهج الوصفي ، وهو يعني الجمع المتأني والدقيق
للوثائق المتوافرة عن
مشكلة البحث ، ومن ثم القيام بتحليلها تحليلاً يستطيع الباحث بموجبه
استنتاج ما يتصل بمشكلة
البحث من نتائج . [25] وذلك للوقوف على مشكلة الغش في الامتحانات
بالمدارس .
الفصل الأول – الغش
·
المقصود بالغش .
·
حكمه في الشريعة الإسلامية .
·
العوامل التي تؤدي إلى الغش .
المقصود بالغش :
معنى الغش لغةً :
الغِشُّ : نقيض النُّصح، وهو مأخوذ من الغَشَش:
المشرب الكدِر، وقد غشَّه يغشَّه غِشًّا : لم يمحضه
النُّصيحة، وشيء مغشوش ، واستَغَشَه
واغَتَشَه : ظن به الغش ، وهو خلاف اسْتَنْصَحَه
[26] ،
وغشه : لم يمحضه النصح أوأظهر له خلاف ما
أضمره، واغْتَشَهُ واسْتَغَشَهُ : ضد انْتَصَحَهُ
واسْتَنْصَحَهُ، أو ظن به الغِشِّ .[27]
معنى الغش اصطلاحًا :
الغِشُّ: كتم كل ما لو علمه المبتاع كرهه .[28]
والغشُّ
أيضاً :هو ما يخلط من الرَّديء بالجيِّد .[29]
وفي التربية تعددت التعاريف نذكر منها :
· الغش بأنه
سلوك يهدف الى تزييف الواقع لتحقيق كسب غير مشروع مادي أو معنوي
أو إرضاء لحاجة نفسية ، والغش
المدرسي هو تزييف نتائج التقويم الذي هو من أهم عناصر
المنهج . [30]
· هي كل
النشاطات غير المسموح بها في الامتحانات للحصول على تقديرات جيدة او تحقيق
بعض المتطلبات ومن أمثلتها النقل من الكتب
او مساعدة طالب آخر او استخدام قصاصات
الورق المنقولة او الاقتباس الإشارة الى
المؤلف الأصلي او سرقة بحث أعده طالب آخر او
كتابة بعض لطالب آخر .[31]
· سلوك يقوم
به الطالب وهذا السلوك غير مشروع لا تبيحه القوانين ولا تجيزه الأعراف ومن ثم
فهو يعتبر سلوكا غير مقبول اجتماعياً [33]
· الغش : يعرف بأنه كل
النشاطات غير المسموح بها للحصول على تقديرات جيدة ، أو
تحقيق بعض المتطلبات ، مثل : النقل من الكتب أو الطلبة أو استخدام قصاصات
الورق
المنقولة ( الحجابات ) أو ايحاءات من المراقب .[34]
· الغش في الاختبارات :
استقبال أو تسرب معلومات أثناء الامتحان ، وه استخدام مادة ليست
من تعبير الشخص في الامتحان وهو عمل أكاديمي غير أخلاقي .[35]
·
أما التعريف الإجرائي للغش : هو استخدام الطالب أو الطالبة وسائل غير
مشروعة أو غير
عادية تنافي أسس الدين
الإسلامي والأعراف للحصول على إجابات
صحيحة بدون وجه
حق في مختلف متطلبات ومخرجات التربية والتعليم .
·
وأما التعريف الإجرائي للغش في الامتحانات
بالمدارس : فهو ما
يحصل عليه الطالب أو ما
تحصل عليه الطالبة من
الدرجة الكلية في نتائج الامتحانات التي تساعد على الانتقال من
مرحلة
إلى مرحلة تعليمية أخرى بسبب ما حصل عليه
من درجات يستحق بها النجاح .
حكمه في الشريعة الإسلامية :
والعطَّارون، والبزَّازون، والصوَّاغون،
والصَّيارفة، والحيَّاكون، وسائر أرباب البضائع، والمتاجر،
والحرف، والصنائع، كله حرام شديد التحريم، موجب لصاحبه أنه فاسق غشاش،
خائن يأكل أموال
الناس بالباطل، ويخادع الله ورسوله وما يخادع إلا نفسه، لأن عقاب ذلك
ليس إلا عليه) [37].
وقال الغزالي: (والغش حرام في البيوع والصنائع جميعًا، ولا ينبغي أن
يتهاون الصانع بعمله على
وجه لو عامله به غيره لما ارتضاه لنفسه، بل ينبغي أن يحسن الصنعة،
ويحكمها ثم يبيِّن عيبها إن
كان فيها عيب، فبذلك يتخلص) [38].
وقال ابن باز: (الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلى الله
عليه وسلم: ((من غشنا
فليس منا)) [39].
وهذا لفظ عام، يعم الغشَّ في المعاملات، وفي النصيحة، والمشورة، وفي
العلم، بجميع مواده
الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرس فعل ذلك، ولا التساهل
فيه، ولا التغاضي عنه؛
والعواقب الوخيمة.) [40].
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فاعله فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ((من غشَّنا فليس
منا))، وفي لفظ: ((من
غشَّ
فإنه كسب خبيث حرام، لا يزيد صاحبَه إلا بعدًا من الله) [41]
العوامل التي تؤدي إلى الغش :
يرجع
انتشار الغش بين الطلاب في المؤسسات التعليمية
إلى أربعة عوامل وهي :
عوامل
تتعلق بالطالب نفسه ، وعوامل تتعلق بالأسرة
، وعوامل تتعلق بالنظام التعليمي ،
وعوامل
تتعلق بمؤسسات المجتمع .
وسنستعرض
كل عامل على حده :
أولاً –
عوامل تتعلق بالطالب نفسه :
1-
ضعف الإيمان بالله، وقلة الخوف منه .
2-
جهل الفرد بحرمة الغش، وأنه من الكبائر.
3-
عدم الإخلاص لله في العمل.
4-
شدة
الحرص، وطلب الأموال من أي طريق كان
5-
عدم
تطبيق الأحكام لمعاقبة مرتكبي جريمة الغش.
6-
الرفقة السيِّئة .
7-
التربية
السيئة، والتي تتنافى مع الأخلاق والآداب الإسلامية.
ويرى الباحث
إضافة إلى ذلك من العوامل أيضاً :
1-
تزين الشيطان :
فالشيطان يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف
تكون صعبة ، و لا سبيل إلى حلها و النجاح
في الامتحانات إلا بالبرشام و الغش . فيصرف
الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم ، و اختراع
الحيل و الطرق للغش ؛ ما لو بذل عشر هذا الوقت في
المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل .
2-
لكسل و ضعف الشخصية :
فترى
كثير من الطلاب يرى زملائه من بداية العام و هم يجدون و يذاكرون و يهيئون أنفسهم
للامتحان الأخير ، و هو لا هم له إلا اللعب و
المرح . فإذا ما جاءت الامتحانات النهائية تراه
يطلب المساعدة ، و يطلب النجاح و لو كان على ظهور
الآخرين و لو كان ذلك بالغش . إن الغش
هو حيلة الكسول ، و هو طريق الفاشلين . وهو دليل
على ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش لا
يجد الثقة في نفسه بأنه قادر على تجاوز
الامتحانات بنفسه و جهده و استذكار دروسه لوحده ، و
من ثم الإجابة معتمدا على مذاكرته .
3-
الخوف من الرسوب : فإن الخوف من الفشل و الخوف من
الرسوب يسبب قلقا مستمرا
لكثير من الطلاب مما يجعلهم يلجئون إلى الغش
كسبيل للنجاة .
4-
للحصول على درجات عالية للقبول في الجامعات . أو
ما يسمى بضغط العلامة .
5-
عدم استيعاب المادة الدراسية من قبل الطالب .
6-
كره المادة الدراسية .
7-
للحفاظ
على معدل تراكمي جيد يتماشى مع متوسط درجات الطالب .
ثانياً – عوامل تتعلق بالأسرة :
إن لرغبات واتجاهات ،
وقيم ومُثل الوالدين أثراَ بالغاَ على تنشئة الفرد ، وعلى بعض اتجاهاته
وقيمه ، مما تقل
أحياناً روح الرغبة الذاتية له ، أو يقف الفرد في مفترق الطرق في تحقيقه ويطمح
إليه ، وبين ما يريد
الوالدين وبقية الأهل منه .وأهمية الاتجاهات الوالدية ترجع إلى عدة عوامل
منها : دور الوالدين
كنماذج سلوكية ، وتوقعات الوالدين بطريقة سلوك الأبناء ، وتحكم الوالدين في
ويرى الباحث أيضاً : ضعف التربية خاصة من قبل الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو
المرشدين . فبعض الآباء لا يجلس مع ابنه لينصحه و يذكره بحرمة الغش ،
و يبين له أثاره و
عواقبه ، بل إن بعضهم يكابر ويغضب من إدارة المدرسة بأن ولده لم يغش حتى إذا كان بمحضر
رسمي موقع عليه من مراقب الامتحانات ، فيدفع بذلك إلى شعور الابن بهذا
السلوك ويتبعه
مستقبلاً .
ثالثاً – عوامل تتعلق
بالنظام التعليمي :
ويمكن ذكر هذه العوامل كما يراها الدكتور سعد
الدراجي ( 2004م ) [44]
1- التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية
كمقياس للتحصيل الدراسي للطالب، مع
إهمال أساليب أخرى مهمة للتقويم مثل النشاطات
المدرسية والاختبارات الشفهية والواجب
المنزلي.. إلخ .
2- ضعف
مستوى التحصيل الدراسي للطالب لأسباب عدة منها سوء أداء المدرس بسبب تدني
راتبه، أو ارتفاع كثافة الطلاب في الحجرات
الدراسية، أو مزاولة بعض الطلاب للعمل بعد
انتهاء اليوم الدراسي.
3- مبالغة
بعض المؤسسات التعليمية في تقدير مستوى الطالب، مثل رفع الحد
الأدنى لعلامة
النجاح.
4- عدم وجود
فاصل زمني كاف بين الاختبارات، بل إن الطالب قد يؤدي
أكثر من اختبار في
اليوم الواحد. وهذا من شأنه عدم إعطاء الطالب فرصة مراجعة
المواد والتهيؤ للاختبارات،
لما يعانيه من إرهاق بدني وذهني وتوتر نفسي.
5- غياب
القوة من جانب المعلم.. فبعض المعلمين لا يتحلون بأخلاقيات مهنة التدريس كأن
يقوم المعلم بتمييز الطلاب الذين يتلقون
على يديه دروساً خصوصية دون سواهم، أو أن يتعمد
حجب بعض المعلومات عن الطلبة كوسيلة تضطرهم إلى أخذ دروس خصوصية عنده .
رابعاً – عوامل تتعلق بالمجتمع :
ضعف الضبط الاجتماعي، فالمعروف أن الضبط الاجتماعي أحد وظائف العملية التربوية،
ويطلق
عليه ابن خلدون «الرقابة الاجتماعية» وهي جميع التدابير التي يتخذها المجتمع
لحمل الأفراد على
ممارسة السلوك السوي دون انحراف أو اعتداء. ونظراً لتدهور الضبط
الاجتماعي في الأقطار
النامية التي يقل فيها احترام القوانين والأنظمة والأعراف، وتكثر
فيها المحسوبية، والوساطة
والشفاعة وتغيب فيها القدوة الحسنة من المسئولين، فإن
الطلاب يستبيحون الغش بلا حرج.
الفساد السياسي والإداري في كثير من البلدان
النامية، والذي من مظاهره استغلال النفوذ، وأخذ
الرشوة، واختلاس المال العام، وتزوير النتائج بأشكالها المختلفة.
والعجب أن يتم التزوير في
اللجان الانتخابية التي تكون مقارها في المباني المدرسية، ويكون رؤساء هذه اللجان وأعضاؤها
من المدرسين، وبالتالي فلن يكون غريباً أن يستبيح الطلاب الغش.
و تُعد وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة مسموعة ومرئية ومكتبات، إحدى مؤسسات التنشئة
و تُعد وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة مسموعة ومرئية ومكتبات، إحدى مؤسسات التنشئة
الاجتماعية التي تسهم في تشكيل سلوك الطالب وصياغة منظومة قيمه.
والمفترض فيها أن ترسخ
لدى الطلاب الفضائل والقيم الحميدة كالصدق والأمانة وإتقان العمل.ولا شك أن كثيراً من أجهزة
الإعلام تقوم بهذه المهمة فيما تنشره أو تبثه من مواد جيدة. ولكن بعض هذه الأجهزة قد تساهم في
تكريس ظاهرة الغش وذلك بإحدى وسيلتين:
الأولى: الاهتمام المبالغ فيه بشؤون الاختبارات
وتغطية أخبارها حتى أصبح اجتياز الاختبار هو
الهدف من التعليم، وهو ما قد يجعل الطلاب وأولياء أمورهم في حالة توتر
طوال مرحلة
الاختبارات، وبالتالي تقل جاهزية الطلاب للاختبارات، ويضطرون إلى الغش
لأن الغاية تبرر
الوسيلة في نظرهم.
الثانية: تقديم بعض الأعمال
الفنية (مسلسلات، مسرحيات، منوعات فكاهية) التي تتضمن
ممارسات سلوكية سيئة تحث على الغش وتشجع الطالب على التمرد على معلمه، والإخلال بالنظام
بالإضافة إلى ذلك : غالبا نلاحظ أن الطبقة
العليا في المجتمع ما تشجع أو تضغط على ولدها من
اجل احتلال مركز اجتماعي مرموق على العكس من الطبقة
الدنيا .[46]
الفصل الثاني - آثار
الغش
آثار الغش على الفرد
.
آثار الغش على
المجتمع .
آثار الغش على الفرد :
إن الغش في الامتحانات – بالإضافة في استمرار ضعف التحصيل
الدراسي للطالب من عام إلى
آخر – يعد سلوكا غير مقبول اجتماعيا لا ترضاه
المؤسسات التعليمية ولا تقبل به مهما انتشر هذا
السلوك بين الطلاب ، ويرجع البعض خطورة
الغش في الامتحانات إلى أنه بمثابة عملية تزييف
لنتائج التقويم ، ومن ثم يفشل التقويم
في تحقيق أهدافه ، ونظرا لأن التقويم يعد من أهم عناصر
العملية التعليمية ، فإن سلوك
الغش بالتالي يؤدي إلى تقويض دعامة هامة من دعامات هذه العملية
بما يقلل من فاعليتها ويشكك في
نجاحها ويعرقل تحقيق الأهداف المرغوبة من جرائها ، ولذلك
يرى البعض أن الغش في الامتحانات
قد يكون له آثاره غير الحميدة على النظام التعليمي
ككل
وخصوصا تلك الآثار المتراكمة
التي يتركها هذا السلوك عاما بعد عام على
المتعلم منذ بدء التحاقه
بالتعليم مما يسبب تدنيا مستمرا في مستواه وقدرته على التحصيل
الدراسي بما قد يقلل في النهاية
من فاعلية النظام التعليمي ، ويشكك في جدواه
ويعوق المدرسة بصفة عامة عن تحقيق أهدافها
ويرى الدكتور سعد الدراجي [48]
أن الغش كما قلنا له أشكال متعددة ، و يدخل في مجالات شتى ، و
لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في الأمور التعليمة ، و ذلك لعظيم
أثره و شره .
1- أن ممارسة
الطلاب للغش في الاختبارات تُعد مظهراً من مظاهر
عدم الشعور بالمسؤولية،
وسبباً لتكاسل الطلاب وعزوفهم عن استذكار المقررات
الدراسية .
2-
أن الغش يؤدي إلى قتل روح المنافسة بين الطلاب .
3-
يقلل من أهمية الاختبارات في تقويم التحصيل
المدرسي للطلاب ، ويؤدي إلى إعطاء عائد
غير حقيقي وصورة مزيفة لناتج العملية
التعليمية تنتهي إلى تخريج أفراد ناقصي الكفاءة وأقل
انضباطاً في أعمالهم .
4- تزداد
خطورة الغش عندما تتورط فيه المدرسة، وهو ما يهدد قيم
المجتمع، فمؤسسة القيم
أصبحت تدمر القيم بممارستها غير المسئولة.
ويرى الباحث أن للغش آثار على الفرد يمكن تلخيصها
في النقاط التالية :
1-
يؤدي الغش والعياذ بالله إلى ضعف الإيمان بالله
سبحانه وتعالى .ط
2-
يؤدي إلي تفشي الجهل بين الطلاب .
3-
إن ضعف التحصيل الدراسي من سنة دراسية إلى سنة دراسية أخرى ، يعتبر أحد
مسببات
الغش المدرسي ويعتبر سلوكاً مشيناً غير
مقبولاً للفرد على مستوى المجتمعات .
4-
يعتبر الغش كعملية لتزييف الحقائق والمعلومات
التي تتعلق بمستوى الطلاب ونتائجهم في
الامتحانات من خلال عمليات القياس والتقويم .
5-
تدني
مستوى الطالب الدراسي ، الذي يعتمد على هذه الظاهرة .
6-
ضعف قدرة الطالب على التحصيل الدراسي في العام
الدراسي أو على جميع مستويات
المراحل الدراسية .
7-
إن الغش يؤدي إلى عدم إدراك تحمل المسؤولية والذي
يسبب تكاسل الطلاب وعدم
اجتهادهم في الاستذكار أو المذاكرة أو حل
الواجبات المنزلية اليومية .
8-
يؤدي الغش إلى التقليل من أهمية عمليات التقويم
والقياس بين الطلاب في المؤسسات
التعليمية ومنها المدارس .
9-
الغش يؤدي إلى عدم مراعاة الفروق الفردية بين
الطلاب وإضعاف روح المنافسة الشريفة
لدى
الطلاب .
10-
تعمل على إحداث خلل في النظام التعليمي في
المدرسة والذي بدوره يعكس تدني
مستوى الطلاب العلمي ، ومستوى طموحاتهم بشكل سلبي
.
11-
يولد الغش في نفوس الطلاب على احترام الأنظمة
والقوانين العرفية التي تقرها
اللوائح والأنظمة التعليمية .
12-
إن حصول الطالب على شهادة عالية بواسطة الغش
تساعده على اكتساب وظيفة
بوسيلة غير شرعية ، فإن كل أجر مادي يأخذه لا
يستحقه وهو حرام منافياً للقيم والأخلاق
الاجتماعية .
آثار الغش على المجتمع :
وتمثل ظاهرة الغش في الامتحان خطورة
بالغة على المجتمع ومؤسساته ونظمه وتؤثر على نظم
العملية التعليمية ومؤسساتها ، وهي قضية قد تكون سياسية في
المقام الأول لأن من يغش يشغل
مكانا لا يستحقه مما يؤدي إلى
إهدار مبدأ تكافؤ الفرص الذي هو أساس الديمقراطية في التربية .
وإذا كان للمجتمع أهداف يحققها من خلال
مؤسساته ونظمه والتعليم بمؤسساته أحد هذه النظم .
أن خطورة الغش لا تكمن في الجوانب المدرسية
فقط بل قد يتعداها إلى جوانب حياتية أخرى غير
هذه الجوانب المدرسية ، حيث أن أولئك الذين يتعودون الغش في الامتحانات
ويمارسون هذا
السلوك طوال حياتهم التعليمية
يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب
ومن الآثار السلبية على المجتمع أيضاً كما يراها الدكتور سعد الدراجي [51] :
1- إ ن
مضارَّ الغش تمتد إلى ما بعد الدراسة، فالموظف أو المهني الذي اعتاد الغش أثناء
تعليمه، قد يستحلُّ المال العام، ويمارس
الكسب غير المشروع والتزوير في الأوراق الرسمية،
وقد يستحل الرشوة.وعليه فإن مكافحة الغش تكفل رفع مستوى الكفاءة وتحسين أداء الأفراد بعد
تخرجهم في مجالات الحياة العملية.
2- أنه سبب
لتأخر الأمة ، و عدم تقدمها و عدم رقيها ، و ذلك لا ن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم و
بالشباب المتعلم ، فإذا كان شبابها لا يحصل
على الشهادات العلمية إلا بالغش ، فقل لي بريك :
ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون ؟
ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم ؟ ما هو
الدور الذي سيقوم به في بناء الأمة ؟ لا
شيء ، بل غاية همه ؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة
يأكل منها قوته و رزقه . لا هم له في تقديم
شيء ينفع الأمة ، أو حتى يفكر في ذلك . و هكذا
تبقى الأمة لا تتقدم بسبب أولئك الغشاشة
بينها . و نظرة تأمل للواقع : نرى ذلك واضحا جليا ،
فعدد الطلاب المتخرجين في كل عام بالآلاف و
لكن قل بربك من منهم يخترع لنا ، أو يكتشف
، أو يقدم مشروعا نافعا للأمة ، قلة قليلة
لا تكاد تذكر .
3- أن الغاش غدا سيتولى منصبا ، أو يكون معلما و
بالتالي سوف يمارس غشه للأمة ، بل
ربما علّم طلابه الغش .
ويرى الباحث أن هناك آثاراً على المجتمع
بسبب الغش ويمكن تلخيصها كالتالي :
1- له خطورة
بالغة في النظام التعليمي في المؤسسات التعليمية ، وذلك يأتي بأنه سبب خللاً في
مخرجات هذه الأنظمة التعليمية ، وسبب أيضاً
عدم وجود كفاءات عالية من أفراد المجتمع بما
يلبي احتياجاتها في كافة المجالات .
2- له آثار
سلبية على الأنظمة السياسية في المجتمعات ويؤدي ذلك إلى عدم تكافؤ الفرص بين
أفراد المجتمع والذي يسهم في عدم تحقيق
أهداف المجتمعات من خلال مؤسساتها التعليمية .
3- تؤثر على
سلوك الأفراد في حياتهم العملية وبالتالي ستوصف بالسلبية في الإنجاز والفاعلية
في ما يتطلبه المجتمع من أعمال وذلك بعد
تخرجهم من المراحل التعليمية بواسطة هذه العادة
السلوكية السيئة .
4- يؤدي إلى
ممارسات سيئة خاصة في الذين تخرجوا من المراحل التعليمية بهذه العادة
السلوكية مثل : السرقة والرشوة .
5- من
الأسباب الرئيسة لتأخر الأمة الإسلامية في كافة المجالات ، وعقبة في تحقيق أهدافها
وغاياتها ، فإنها تبني على ذلك بالعدل
والتوازن والعلم وإعطاء كل ذي حق حقه ، والالتزام
بمبادئ الشريعة الإسلامية .
6- إن ذلك
يحث شرخاً كبيراً في عدم احترام الأنظمة والقوانين التي تضعها السياسات
التشريعية والتعليمية ، من وضع الأفراد
الغير المناسبين في أماكن غير مناسبة .
7- إن للمعلم
غاية ، وهي الإصلاح بإتباع شرع الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
،فإذا تغاضى عن هذه
الظاهرة أو كان سبباً في نشر هذه الثقافة بين الطلاب ، فإن ذلك يجرده
من أن يكون مربياً فاضلاً .
8- من أسباب
انتشار هذه الظاهرة الغير محمودة هو عدم تفعيل لائحة العقوبات على مرتكبي
الغش في المجتمعات .
9- التربية
السيئة والتي تكون ناتجاً من الأسرة والمؤسسة التعليمية ، وهذا يسبب انعكاساً على
المجتمعات بما يخالف الأخلاق والآداب
الإسلامية .
10-
تؤدي إلى طمع بعض أفراد المجتمع ، والتوجه
بكافة الطرق إلى الكسب الحرام (
الغير مشروع ) ، مما يحدث خللاً في الجوانب
الاقتصادية في المجتمعات التي تبني على
استراتيجيات وخطط قصيرة المدى وطويلة المدى
، مما يعكس بذلك الحالة الاقتصادية
لأفرادها .
الفصل
الثالث : الغش في المدارس
·
أهم العوامل التي تؤدي إلى
اتساع
ظاهرة الغش في المدارس .
·
الوسائل والأدوات التي تساعد على انتشار ظاهرة
الغش بين الطلاب في المدارس ، ومراحل تطوره فيها .
·
آثار الغش على العملية
التربوية .
·
رؤية موضوعية للتغلب على أهم
العوامل التي
تؤدي
إلى ظاهرة الغش في المدارس في ضوء نتائج
الدراسة .
أهم العوامل التي تؤدي إلى
اتساع ظاهرة الغش في المدارس :
عندما قام الباحث بالإطلاع على نتائج من الدراسات والأبحاث التي بحثت
في هذا الموضوع
وخاصة الدراسات السابقة التي ذكرت في الدراسة ، وجد أن أهم العوامل
التي تؤدي إلى اتساع
هذه الظاهرة إلى ثلاث عوامل وهي : ( عوامل تتعلق بالطالب نفسه ) ، ( وعوامل تتعلق عوامل
بطبيعة الامتحانات وظروفها ) ، ( وعوامل
تتعلق المعلم والإشراف وظروف تطبيق الامتحانات ).
وسنعرض بما يتعلق بكل عامل على حده كالتالي
:
أولاً – عوامل تتعلق بالطالب نفسه :
وتتضمن : قلة المذاكرة ، أو إهمال الدراسة ، وعدم الاكتراث بها ، والمشاكل العائلية أو الأسرية
التي تحول دون قيام الطالب بالدراسة على النحو الأكمل ، وهدم القدرة على استيعاب المادة
الدراسية ، وعدم الثقة بالنفس ، والرغبة في الحصول على علامات أكبر أو تحقيق
النجاح بدون
مجهود ،
والتعود على الغش بشكل يصعب عليه الإقلاع عنه ، والارتباك والخوف من الامتحانات
ثانياً - عوامل تتعلق عوامل بطبيعة الامتحانات وظروفها :
وتتضمن : صعوبة الاختبار ، أو وجود أكثر من امتحان في اليوم ، أو أن
زمن الإجابة عن
الامتحان غير كاف ، أو عندما يكون مجيء الامتحان مفاجئا بالنسبة
للطلاب .[53]
ثالثاً - عوامل تتعلق المعلم والإشراف وظروف تطبيق الامتحانات :
وتتضمن : عدم قدرة المدرس على الشرح الجيد ونقل المعلومات لتلاميذه
بصورة غير مفهومة
خصوصا المواد التي يصعب عليهم فهمها بأنفسهم من الكتاب المدرسي
(كالرياضيات وغيرها) ،
وضعف الرقابة والإشراف على الطلاب أثناء تأدية الامتحانات ، أو عدم
تطبيق إجراءات عقاب
صارمة بالنسبة لمن يضبطون في حالة غش في الامتحانات بسبب عدم منح
الصلاحية الكافية
للمراقب أو للتهاون في تطبيق ما تنص عليه اللوائح بشأن عقاب الغش
وغيرها من الأسباب .[54]
الوسائل والأدوات التي تساعد على انتشار ظاهرة الغش بين الطلاب في
المدارس:
ويمكن حصر هذه
الوسائل والأدوات كما بينها الدكتور سعد الدراجي كالتالي : [55]
فتنقسم إلى قسمين:(
داخلية وخارجية) :
أولا: الداخلية
(بدائية): تبدأ داخل قاعة الامتحان ومن داخل مركز الامتحان, وتكون على أشكال
وطرق متعددة :
1- وريقات صغيرة يحملها الممتحن (الطالب) بحيث يسهل
استعمالها واللجوء إليها عند
الحاجة. وهي طريقة بدائية وقديمة وهي الأكثر شيوعا.
2- الكتابة على المقالم
والمساطر والطاولات، ويكتفى بكتابة القوانين والنظريات والمعادلات
والتواريخ بهدف التذكر.
3-
الكتابة على أوراق بيضاء
بالفرجال، حتى لا يكتشفها المراقب إذا تم ضبطها.
4-
استعمال بعض الحاسبات الالكترونية.
ثانيا: الخارجية (حديثة) : وهذه جاءت مع التطور والنقلة الحديثة لوسائل الاتصال العصرية :
1- استخدام النقّال عبر
الرسائل القصيرة ورسائل الوسائط أو استخدام البلوتوث وذلك بتلقي
الإجابات مع أشخاص تم التنسيق معهم مسبقا.
2- المراقب (المعلم) يقوم بدور المغشش الجمعي، إمّا من خلال معلوماته الشخصية أو نقل
إجابات من طالب متميز بالقاعة، أو بعد تلقيه هو الآخر للإجابات عبر
النقال فيقوم بتغشيش
الجميع.
ويرى الباحث من خلال
اطلاعه على عدة دراسات وأبحاث في هذا الموضوع – وعمله في مجال
التربية والتعليم ، أن
أهم الوسائل والأدوات التي تساعد على انتشار ظاهرة الغش بين الطلاب في
المدارس :
ويمكن تقسيمها إلى طرق تقليدية وطرق حديثة تقنية .
أولا ً – الطرق التقليدية : وتتضمن ما يلي :
1- وريقات صغيرة (
براشيم ) مكتوب عليها بما يتعلق بالمادة الدراسية ويستخدمها الطالب
عند الحاجة لها وذلك لسهولتها ، وسرعة دسها عن المراقب أو المشرف على
الامتحانات في
القاعة .
2- الكتابة على الطاولات
التي يرتكز عليها الطالب في قاعات الامتحانات قبل دخول الطلاب ،
واستغلال غياب المشرفين أو تأخرهم عن التواجد في القاعات قبل بداية
الامتحانات بوقت
مناسب .
3- الكتابة على الأقلام
التي يستخدمها الطالب عند الحاجة ليتذكر بعض المعلومات البسيطة
بالمادة الدراسية مثل القوانين والمعادلات .
4- استخدام أوراق مكتوبة
باستخدام الفرجال حتى لا تظهر المعلومات وذلك كي لا يكشفها
المراقب
.
5-
الكتابة على الأحذية _ أعزكم الله عنها _ بما يتعلق بالمادة الدراسية
.
6-
الكتابة بخط واضح على أجزاء من الملابس في أجزاء مختلفة من الجسم ،
بحيث لا
يستطيع
المراقب كشفه . مثل الثياب والشماغ .. .
7- استعمال بعض الأدوات
الدراسية – مثل أدوات الهندسة ، وآلات الحاسبة الإلكترونية في
كتابة معلومات عليها بما يتعلق بالمادة الدراسية ويستخدما الطالب في
الامتحانات .
8-
تنقل أوراق الإجابة بين كل طالب وطالب آخر .
9-
الالتفات إلى ورقة الطالب الذي أمامه أو خلفه أو بجانبه والتحدث معه
في ما يخص إجابات
الامتحانات
.
10-
الالتفات إلى ورقة الطالب الذي أمامه أو خلفه أو بجانبه بالنظر إلى
الإجابات
وكتابتها على ورقة إجابته .
11-
مساعدة المعلم الطالب وذلك إما ينقل إجابات متميزة لطالب متميز ومتفوق
في قاعة
الامتحانات والقيام بالتغشيش الفردي لأحد الطلاب ، أو جماعي لجميع
الطلاب .
12-
استخدام صوت ضرب القدم على أرض قاعة الامتحانات للحصول على الإجابات ،
وخاصة في أسئلة الاختيار من متعدد أو الصح والخطأ .
ثانياُ – الطرق الحديثة التقنية : وتتضمن ما يلي :
1- استخدام المسجلات
الصوتية والأجهزة اللاسلكية في قاعة الامتحانات من ناس داخل القاعة
أو خارجها تم التنسيق معهم للحصول على إجابات الامتحانات .
2- استخدام أجهزة الجوال
عبر الرسائل النصية والوسائط واستخدام البلوتوث وذلك بتلقي
الإجابات من داخل القاعة أو خارجها من أناس تم التنسيق معهم مسبقاً .
3- استخدام مواقع التواصل
الاجتماعي مثل : الواتساب والفيس بوك وتويتر وغيرها من
المواقع والبرامج في أجهزة الهواتف الذكية في كل ما يتعلق بالمادة
الدراسية .
4- أن يحص المعلم على
إجابات الامتحانات من خلال جهاز جواله ونشرها على الطلاب
بشكل فردي أو جماعي في قاعة الامتحانات .
5- استعمال الساعات
الرقمية الجديدة في تخزين المعلومات التي تتعلق بالمادة الدراسية
ويستخدمها الطالب متى ما يحتاجها في قاعة الامتحان ، حتى لا يتم كشفه
بسهولة من المراقب
أو المشرف في القاعة .
مراحل
تطور انتشار ظاهرة الغش في المدارس :
أن الغش يمر في تطوره
بأربع مراحل هي على النحو التالي طبقا للمرحلة العمرية التي يمر بها
الفرد الذي يمارس
سلوك الغش [56]:
أولاً - مرحلة الغش
البريء أو العشوائي ( 1 – 7 سنوات) :
وهذه المرحلة العمرية
تعتبر مرحلة تعلم الحقائق والمفاهيم بمختلف أنواعها بالنسبة للطفل بما في
ذلك مفهومه لذاته
.والطفل– خلال هذه المرحلة – حينما يقوم بالغش لا يقوم به بشكل واع
مقصود،بل يقوم به
بشكل يقلد من خلاله ما يراه أو يحس به ليدرك مفهومه ووسائله ليكتشف
طبيعة نتائجه عليه
وردود فعل من حوله تجاه ذلك .
ثانياً - مرحلة غش
الحاجة ( 8 – 12 سنة ) :
حينما يلجأ الطفل إلى
الغش خلال هذه المرحلة من عمره فإنه يلجأ إليه دون وعي حقيقي لمفهوم
هذا الغش وسلوكه
ونواتجه السلبية ، فهو قد ينقل واجب الحساب مثلا بسبب عدم تمكنه من القيام
به في المنزل ، أو
عدم قدرته على حل مسائل أو تمارين هذا الواجب دون أن يدرك بأن ما يقوم به
هو غش . إن الغش هنا
الذي يلجأ إليه الطفل خلال هذه المرحلة ليس بسبب عجز دائم في
التحصيل لديه و إنما
يتم لقضاء حاجة مؤقتة لإرضاء السلطة المسئولة سواء هذه السلطة في المعلم
أو الأب أو الأم أو
الأخ الأكبر أو ولي الأمر ، ويلاحظ أن الغش على هذا النحو لا يستمر بريئا
تماما بل يتحول إلى
سلوك مؤقت شبه مقصود تتحقق به منفعة أو رغبة فردية مرحلية
ثالثاً - مرحلة الغش
الشخصي أو الغش التجريبي ( 13 – 18 سنة) :
تعرف هذه المرحلة
العمرية بمرحلة المراهقة أو الشباب المبكر ويقاوم الفرد خلالها أي شيء لا
يتصل برغباته الشخصية
أو لا يرى فيه عائدا مباشرا يعود عليه . ويهدف التلميذ خلال هذه
المرحلة – في الغالب
– من جراء قيامه بالغش إلى تحقيق رغبة شخصية طارئة لديه تتمثل في
إثبات ذاته أو تفوقه
في أداء ما يريد من عمل .
الغش يتم لدى الطلاب
خلال هذه المرحلة لتحقيق حاجات نفسية أو تحصيلية لديهم دون أن يكون
الغش صفة أو عادة
متأصلة عندهم غالبا ، وتكرار الغش للحصول على ما يريده التلميذ أو يحتاجه
وبخاصة مع ذلك
التشجيع الساذج لهذا النجاح – وفي غيبة انتباه الأسرة والمدرسة له لتصحيحه أو
لفت الانتباه لخطورته
وسوء عواقبه على شخصية التلميذ ومستقبله – تسمح كلها بأن يتحول الغش
تدريجيا من حالة
مؤقتة إلى عادة متكررة لها أهدافها وأسلوبها ونتائجها المنشودة ، ومن ثم يدخل
الطالب المرحلة
الرابعة من مراحل الغش .
رابعاً - مرحلة الغش
المنظم ( 19 سنة فأكثر) :
يصبح الغش لدى الطالب
خلال هذه المرحلة العمرية عادة متأصلة هادفة أو متخصصة ، أو إطارا
عمليا غير سوي لفلسفة
حياته وتعامله مع الآخرين حيث لا يقتصر الغش فقط على مجال
الامتحانات ، وإنما
يتعداه لمجالات حياتية أخرى .وهكذا يصبح الغش عادة سلوكية غير سوية ،
ويمثل مشكلة تربوية
يعاني منها الفرد والنظام التعليمي ككل مما يتوجب تشخيصها ومعالجتها .
آثار
الغش على العملية التربوية :
سيتطرق الباحث إلى
هذا الموقف التربوي من أعظم صحابة رسول الله
صلى الله عليه وهو
الفاروق الخليفة
الراشد عمر بن الخطاب ، والذي يذكره كالتالي :
عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم، قال: بينا أنا مع عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وهو
يعس المدينة إذ عيي ، فاتكأ إلى جانب جدار في جوف الليل، فإذا امرأة
تقول لابنتها: يا ابنتاه،
قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء. فقالت لها: يا أمَّاه، أو ما علمت
ما كان من عزمه أمير
المؤمنين اليوم؟ قالت: وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت: إنه أمر
مناديه فنادى أن لا يشاب اللبن
بالماء. فقالت لها: يا بنية، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء،
فإنَّك بموضع لا يراك عمر ولا
منادي عمر. فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه ، والله ما كنت لأطيعه في
الملأ واعصيه في الخلاء . [57]
وإن ظاهرة الغش في الامتحانات
، يعتبر سلوك منحرف ، لأنه يناقض القيم الأساسية التي تقوم
عليها العملية التربوية ، إّ
أنه يمثل سلوكا خاطئا غير مقبول يجب على الطلاب تجنبه وعدم ارتكابه
بأي صورة من الصور ، إلا أنه يلاحظ انتشاره حتى كاد يصبح
سلوكا عاديا أو عاما لدى كثير من
الطلاب ، فهو قد يشيع بصورة أو بأخرى بينهم سواء من
جانب أولئك الطلاب ذوي التحصيل
الدراسي العالي وذوي التحصيل الدراسي المنخفض ،
حيث يلجئون إلى هذا السلوك إذا ما أتيحت
لهم الفرصة لذلك ، وهذا على عكس ما هو مفروض من الطلاب الذين يتوقع منهم إتباع
الطريق
الصحيح لشق طريقهم خلال مراحل الدراسة .ومما يجدر ذكره أن الطلاب لا
يثابون عادة على
أمانتهم ولكن يثابون على
اجتيازهم للامتحانات .[58]
وفي المحيط المدرسي تتضح ملامح الفرد وتتعمق المفاهيم التي يميل لها
.أشار مجدي عزيز
إبراهيم كتابة موسوعة التدريس
إلى موضوع الغش ، وقال إن الطلاب الذين يميلون إلى جعل
الغش أسلوب حياتهم ، ومن كان حاله يفرط في الأمانة .
ومن الجدير بالإشارة إلى أن الغش في الاختبارات ليست مشكلة تعليمية
فحسب بل هي مشكلة
تربوية ودينية وقيمية ، لا تقتصر أضرارها على المدرسة ، بل تمتد
آثارها إلى أخلاق الفرد
والمجتمع ، وسوق العمل .
إن التلميذ قد يتعلم من أقرانه أو أقربائه ممن يفوقونه بالسن طرق الخداع
واساليب وألاعيب
الهروب من الدراسة والتسويف في أداء التكاليف المدرسية ثم يتخذ السلوك
بعد الاعتياد عليها
طريقة يتعامل مع التحديات الدراسية مما يقلل فرص تنمية المهارات
الدراسية عند الطالب .
وإن التربية الحقة قريبة تربية شاملة لا تتوقف بناء الفرد والمجتمع
وهي تربية توقظ الضمير
وتغرس الإحساس الإنساني ، وتثقف العقل وتثري الوجدان وتدرب الإنسان
على ممارسة الأمانة
وكل أنواع العمل والإحسان .
وضمن الإطار النظري للتعامل الواعي المتزن مع ظاهرة الغش في
الاختبارات يمكن الإشارة إلى
قضية المناخ المدرسي ودوره الحيوي في تشكيل المخرجات التعليمية ،
والعادات المكتسبة سلباً
وإيجاباً .
إن اللجوء في الغش يتأثر كثيراً بمناخ المدرسة والقيم السائدة من ضبط
أو تفلت وبسط أو قبض ،
ويسر أو عسر .[59]
ويرى الباحث أن أهم آثار الغش على العملية التربوية تتخلص في النقاط
التالية :
1- أنها
تنافي الآداب والأخلاق الإسلامية وتناقض
أهداف التربية الإسلامية ، وتخل في
غاياتها .
2-
أنها
قد تشكل عائقاً في تحقيق الأهداف والغايات المرجوة في العملية التربوية
والتعليمية .
3-
أنها تؤثر على تعكير المناخ السائد في
المؤسسات التعليمية في سبيل تحقيق الأهداف
التعليمية والتربوية المرجوه .
4- تؤثر في
مصداقية عملية القياس والتقويم من خلال اختبارات الطلاب في المقررات
الدراسية .
5-
تؤدي إلى عدم مراعاة الفروق الفردية بين
الطلاب .
6-
تؤدي إلى إكساب الطلاب سلوكيات وأخلاقيات
منحرفة بسبب هذه الظاهرة وتفشيها بين
الطلاب ، مما تؤثر على المجتمع
في كافة مجالاته .
7- تتأثر
المخرجات التعليمية بالمستويات التي لا تعكس كفاءات عالية بالنسبة للطلاب الذين
يميلون إلى استخدام الغش في الامتحانات ،
والذي يؤدي استحقاقهم شهادات غير مستحقة بناءاً
على مستواهم الحقيقي والفعلي بما يملكونه
من مجالات المعرفة ومهارات وقدرات ضئيلة ،
مما يؤدي ذلك إلى عدم صدق نتائج العملية
التربوية والتعليمية .
8- أنها
تنافي الطرق والسبل الصحيحة في طلب العلم والحصول على المعرفة في كافة
مجالاتها .
9- إذا كانت
العملية التربوية والتعليمية سلبية في نتائجها فإنها تؤثر بشكل آخر على مؤسسات
المجتمع وظهور بعض السلوكيات المنحرفة بين
أفرادها مثل السرقة والرشوة التي تعود عليها
بالضعف الاقتصادي التي قد تسبب أضراراً على
أفراده .
10-
إذا كانت العملية التربوية والتعليمية
سلبية في نتائجها فإنها تؤثر بشكل آخر بالشؤون
السياسية في المجتمعات التي تبنى أسسها وأهدافها
على أشخاص لهم قدراتهم وإمكانياتهم ،
فكيف كانوا هؤلاء غير مناسبين وضعوا في
أماكن غير مناسبة لهم ، فكيف تكون الأمور من
سلبيات وعوائق لأفراد المجتمع .
رؤية موضوعية للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى ظاهرة الغش في
المدارس
في ضوء نتائج الدراسة :
ويرى الباحث كي يتم التغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى هذه الظاهرة
في المدرسة ، لا بد
من عمل خطوات إجرائية تستند على ثلاث محاور وهي : إجراءات تتعلق
بالشريعة
الإسلامية ، وإجراءات تتعلق
بالتربية والتعليم ، وإجراءات تتعلق بالأمور التنظيمية.
وسنستعرض هذه الإجراءات كل على حده :
أولاً – الإجراءات التي تتعلق بالشريعة الإسلامية :
1-
الابتهال
والتضرع إلى الله بالدعاء بأن يغنيه الله بحلاله عن حرامه.
2-
إخلاص العمل لله جل وعلا.
3-
تفعيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4-
تربية الفرد تربية سليمة قائمة على الالتزام
بأحكام الشرع وآدابه.
5- تقوية الثقة بالله،
واستشعار مراقبته.
6-
زيارة القبور وتذكر الموت واليوم الآخر.
7-
الصبر في
تحصيل الرزق الحلال بالوسائل المباحة.
8-
القناعة بما رزق.
9-
مجالسة الرفقة الصالحة.
10-
معاقبة
مرتكبي الغش لردعهم عن ذلك.
11-
العلم بحكم الغش وبيان صوره للناس.
ثانياً – الإجراءات التي تتعلق بالتربية والتعليم
:
1-
مساعدة الطلاب عن طريق تعريفهم بمنهجية واستراتيجية المراجعة من خلال
وضع جدول
للمراجعة المستمرة لجميع الدروس قصد تعزيز ثقتهم بأنفسهم وضمان
استعدادهم الدائم لكل
الأسئلة والفروض أو الاختبارات .
2-
تجنب الأسئلة التقليدية التي تعتمد على الحفظ الببغائي للدروس مع
الاعتماد على الأسئلة
التي تقيس المستويات العقلية الأخرى ( كالفهم ، التحليل ، التطبيق ،
التركيب ، الاستنتاج ) .
3-
تدريب المعلمين على بناء الأسئلة التحصيلية التي تلائم مستويات وقدرات
الطلاب .
4-
العمل على تحسين وتوعية التلاميذ والأولياء والمربين جميعا بالأهمية
التربوية للامتحانات
والاختبارات
ودورها في تقدير المستوى الدراسي و معرفة جوانب النقص والقوة وتنبيهم حول
خطورة ظاهرة الغش على
المستوى العلمي للمتعلمين.
5- على المعلمين عدم
اعتمادهم أسلوب التلقين والحفظ فقط دون استخدام
الاستراتيجيات والخطط الحديثة بما يتناسب مع إمكانات المؤسسات
التعليمية وتناسب
إمكانات وقدرات الطلاب في
عمليات التدريس والتقويم .
6- دور المعلمين مهم
جداً في التوجيه السليم وتقديم النصائح والارشادات للطلاب في
توضيح سلبيات هذه الظاهرة على المستوى الخلقي والعلمي لهم .
7- على المرشد الطلابي
تفعيل دوره داخل المؤسسة التعليمية في محاربة هذه
الظاهرة .من عمل ورش عمل ومحاضرات وبرامج
ارشادية تبين سلبياتها .
8- العمل على تفعيل مجالس الآباء في المؤسسات
التربوية بتعاون من إدارة
المدرسة ومنسوبيها في التعاون على التقليل من السلوكيات المنحرفة لدى
الطلاب
ومنها هذه العادة غش الطلاب في الامتحانات .
9- تفعيل برامج توعوية
تساهم في غرس القيم والأخلاق الإسلامية في نفوس
الطلاب من خلال الإذاعات المدرسية والمسابقات المدرسية والمساجد في
خطب
الجمعة والأعياد .
10-
على المعلم أن يراعي في الواجبات المنزلية التركيز في الموضوعية
والتقليل منها حتى لا يسبب ملل الطالب منها وبالتالي تؤدي إلى أن
الطلاب
سيتجهون إلى استخدام هذه الظاهرة في حلول الواجبات المنزلية .
11-
العمل على تطوير الأنظمة التربوية في عمليات القياس والتقويم
للطلاب باستخدام الأساليب والتقنيات الحديثة في
هذه العمليات التي تقلل بشكل كبير
من تفشي هذه الظاهرة بما يلائم الإمكانات ومستوى الطموحات .
ثالثاً – الإجراءات التي تتعلق بالأمور التنظيمية :
1-
أن
تكون هناك لائحة تتعلق بالأمور التنظيمية
لعملية سير الامتحانات النهائية في
المؤسسات التعليمية وذلك من إعداد الجهات
المسئولة عن هذه المؤسسات .
2- أن تكون
قاعات الامتحانات في الفصول الدراسية وتجنب القاعات الكبيرة ، وذلك يؤدي
إلى زيادة فاعلية المراقبة والإشراف في هذه الفصول والتي تحد من تفشي هذه الظاهرة
بين الطلاب .
3- أن لا
يزيد عدد الطلاب عن 24 طالباً في قاعات الامتحانات .
4- .تطبيق
العقوبات بما تتضمن لائحة العقوبات المعدة والمقررة على من يمارس الغش من
الطلاب أو من يسمح بالغش من المراقبين .
5- عد م
وجود أي تقارب بين الطلاب في أماكن جلوسهم في قاعات الامتحانات
أو أثناء
الدراسة في الفصول الدراسية حتى يكون
التحضير الذهني والتركيز عالياً لدى الطلاب .
6- العمل على تشديد المراقبة والعمل على تفهم حركات وسلوك كل الطلاب
الممتحنين تجنبا
لسوء الظن والاتهام المفاجئ لبعض منهم .
7- من الأفضل الطرق التي يلزم على
المراقبين اتبعها هي الوقوف خلف الطلاب في آخر
القاعة حتى يخشى الطلاب الالتفات يميناً أو
يساراً من أن المراقب أو المشرف خلفهم .
8-
أن يتم إعداد الاختبارات مركزياً، أي من
وزارة التربية، ولا مانع من أن يكون تصحيح
أوراق الإجابة لا مركزي .
9-
الاحتفاظ
بفاصل زمني بين مواد الاختبار ولو لمدة يوم، فهذا أدعى لتمكين الطالب من
التركيز والاستعداد للاختبار .
10-
تفعيل دور المرشد الطلابي في المؤسسات
التعليمية في تهيئة الطلاب نفسياً
للاختبارات وعلى أسلوب التعامل
الصحيح مع ورقة الأسئلة وما يقابلهم من صعوبات .
11-
قيام إدارة المدرسة بالتعاون مع أعضاء
الهيئة التدريسية بوضع برامج نوعوية
منذ بداية العام الدراسي حول تعليمات الغش
في الامتحانات وبخاصة في الامتحانات العامة .
12-
على المرشد الطلابي أن يعمل استفتاءات عن
طريق الاستبانات ويوزعها على
الطلاب أو عن طريق المقابلة مع الطلاب
بخصوص تفشي هذه الظاهرة . والعمل على تنفيذ
البرامج التوعوية والإرشادية التي تحد من
هذه الظاهرة إذا كانت متفشية بين الطلاب ، وتنفيذ
البرامج التي تعمل على غرس القيم والأخلاق
الإسلامية في نفوس الطلاب .
13-
آن الأوان إلى وجود فواصل زمنية ( يوم واحد
) بين كل اختبار للمواد الدراسية
في المدارس مثل ما يكون الأمر في الجامعات
. للتقليل من إمكانية الشعور بالملل والارتياب
لدى الطلاب ، والتقليل من الجهد على عاتقهم، مما
يعطي للطالب فرصة للمذاكرة واستعادة
الأنفاس في مواصلة الاجتهاد لأداء
الامتحانات .
14-
تفعيل لائحة السلوك والمواظبة على الطلاب في المؤسسات التعليمية خلال
العام
الدراسي كاملاً ويتضمن ذلك فترة الامتحانات النهائية في كل نهاية فصل
دراسي .
15-
تفعيل البرامج التوعوية
والارشادية التي تبين الآثار
السلبية لهذه الظاهرة
على الفرد والمجتمع بالوسائل المسموعة والمقروءة
في الإعلام ، والعمل على نشرها أيضاً
في برامج التواصل الاجتماعية مثل الواتساب والتويتر والفيس بوك في
الهواتف الذكية .
16-
الاستعانة بالأجهزة التقنية الحديثة من كاميرات المراقبة وغيرها في
عملية
المراقبة
داخل قاعات الامتحانات .
الفصل الرابع –
الخاتمة
·
النتائج .
·
التوصيات .
·
المراجع .
النتائج :
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها :
1- معرفة المقصود بالغش
، وحكمه في الشريعة الإسلامية ، وأهم العوامل التي تؤدي
إلى الغش .
2-
معرفة أهم آثار الغش على الفرد ، وآثار الغش على المجتمع .
3-
معرفة أهم العوامل التي تؤدي إلى اتساع آثار ظاهرة الغش في المدارس
ومراحل
تطوره
فيها .
4-
معرفة أهم الوسائل والأدوات التي تساعد على انتشار ظاهرة الغش بين
الطلاب في المدارس.
5-
معرفة أهم آثار الغش على العملية التربوية .
6-
تقديم رؤية موضوعية للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي إلى ظاهرة الغش
في المدارس
في
ضوء نتائج الدراسة .
التوصيات :
1- القرب إلى الله
سبحانه وتعالى بفعل الطاعات قولاً وفعلاً والاجتناب عن ما ينهى عنه .
2- الاقتداء برسول الله
صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم
في
التعامل مع المواقف الحياتية ، والتعامل مع النفس الإنسانية والآخرين .
3-
العمل على غرس الآداب والقيم والفضائل والأخلاق الإسلامية في نفوس
الطلاب ، مثل
الصدق والأمانة والإخلاص والعدل ، والعمل على نبذ الأفعال الرديئة ،
مثل الغش والسرقة
والكذب ، والابتعاد عن الاتصاف بها .
4-
على المؤسسات التربوية أن تحرص على تنمية المهارات الدراسية الصحيحة عبر
البرامج
التدريبية في مراحل التعليم العام .
5-
على المؤسسات التربوية أيضاً ومؤسسات المجتمع الأخرى العمل على تفعيل
البرامج
التدريبية على الطلاب التي تبين آثار الغش على الفرد والمجتمع .
6-
على مؤسسات المجتمع ومنها المدارس أن تحرص على إقامة المحاضرات
التوعوية
والحوارات التثقيفية لتبين آثار الغش على الفرد والمجتمع ، مع ضرورة
اطلاعهم وتزويدهم
بلائحة العقوبات القانونية لمن يرتكب هذه العادة الذميمة .
7-
أن تساهم المؤسسات التربوية بشكل فعال في توفير السبل والطرق في تقديم
تعليم أفضل
ومميز ومثمر من خلال إتباع الاستراتيجيات والخطط الحديثة بما يتناسب
مع إمكانات وقدرات
واستعدادات الطلاب .
8-
على المؤسسات التربوية أن تعمل على تقديم البرامج التدريبية للمعلمين
تبين لهم خطورة
هذه الظاهرة على المجتمع ، وأيضاً توضيح الآلية التي تبين الإجراءات
المتبعة في عملية
المراقبة والإشراف في قاعات الامتحانات ، وحثهم على تطبيق اللوائح في
نظام العقوبات .
9-
أن تحث إدارات المؤسسات التربوية ومنها المدارس على الالتزام بالحضور اليومي
للمدرسة ، وعدم الغياب مما يسبب لهم عدم الفهم والاستيعاب الغير جيد
للمادة العلمية .
10-
على الباحثين التربويين والمختصين والمهتمين في التربية والتعليم
المساهمة في
عمل دراسات وأبحاث في هذه الدراسة للتغلب على أهم العوامل التي تؤدي
إلى تفشي هذه
الظاهرة في المدارس .
المراجع :
1- القرآن الكريم .
2-
الحازمي ، خالد – أصول
التربية الإسلامية – المدينة المنورة – مكتبة دار الزمان -
1433هـ
3-
الدمشقي، إسماعيل – تفسير ابن
كثير – بيروت – دار الأندلس – 1996هـ .
4-
الشاس ، هداية الله – موسوعة التربية العملية للطفل – القاهرة – دار
السلام للنشر والتوزيع
– 1428هـ .
5-
الترمذي ، أبو عيسى – الجامع الصحيح – تحقيق أحمد محمد شاكر – مكة
المكرمة - دار
البار .
6-
النير ، مصطفى عمر - الغاية تبرر الوسيلة دراسة
اجتماعية لظاهرة الغش في الامتحانات - ( 1980 ) .
7-
عبد الحميد ، جابر ، الخضري
سليمان - بعض العوامل المرتبطة بالغش المدرسي -
القاهرة -
عالم الكتب –1980 م .
8-
الزراد ، فيصل - التخلف الدراسي وصعوبات التعلم - بيروت
- دار النفائس - 1995م
9- بكيش ،
عمر - دراسة حول ظاهرة الغش في الامتحانات لدى المرحلة الثانوية - جمعية
المعلمين
الكويتيين – 1979م .
10-
ابن منظور ، أبي الفضل – لسان العرب- بيروت – دار صادر – 2008م .
11-
الفيروز آبادي ، مجد الدين – القاموس المحيط – بيروت – دار الكتاب
العربي –
1432هـ
12-
القرافي ، ابو العباس –
الذخيره – بيروت – دار العرب – 1994 م-
13-
زين العابدين ، زين الدين
محمد – التوقيف على مهمات التعاريف – القاهرة – عالم
الكتب38 عبد الخالق
ثروت .
14-
عبد الرازق ،طولة – استخدام
تحليل العاملي لبيان العوامل المؤثرة في زيادة ظاهرة الغش
بين الطلبة معهد
التكنولوجيا – بغداد 2010م
15-
هويش ، لؤي طه ، وآخرون – دوافع الغش لدى الطلبة الأسباب والمعالجات –
المعهد
الطبي التقني – المنصور – العراق .
16-
حسون ، فاضل – وآخرون – أثر المعاملة الوالدية في ظاهرة الغش الدراسي
والدافع
للانجاز على طلبة
الجامعة في ليبيا العظمى - مجلة جامعة كربلاء العلمية -- المجلد الخامس –
العدد الرابع – 2010م
17-
الكندري ، لطيفة – ظاهرة الغش في الاختبارات أسبابها وأشكالها من منظور
طلبة كلية
التربية الأساسية في
دولة الكويت – كلية التربية – الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب –
الكويت – 2010 م .
18-
العساف ، صالح – المدخل إلى
البحث في العلوم السلوكية – الرياض – دار الزهراء –
19-
1431هـ .
20-
فينكس ، فيليب - التربية والصالح العام - ترجمة محمد لبيب التجيحي - دار النهضة
العربية ،
القاهرة - 1965 م .
21-
احمد ، شكري سيد - و المغيصيب ، عبد العزيز عبد
القادر - سلوك الغش في الامتحانات
وعلاقته ببعض المتغيرات المعرفية والنفسية
والاجتماعية لدى بعض طلبة التعليم العالي ، قطر
، مجلة مركز البحوث التربوية ، المجلد 24، العدد3-
1988م.
22-
التبر ، مصطفى – الغاية تبرر الوسيلة – دراسة اجتماعية غير منشورة
لظاهرة الغش في
الاختبارات – 1980 م .
23-
الشحات ، السيد – دراسة تحليلية لوجهة نظر كل من المعلمين والتلاميذ في
التعليم الفني
والعام في ظاهرة الغش
– دراسات تربوية – المجلد السابع – ج ( 37 ) – القاهرة – 1991م .
24-
الذهبي ، شمس الدين – تحقيق
عبد الرازق المهدي - الكبائر – بيروت
- دار الكتاب
العربي – 1425هـ .
25-
الهيثمي ، أحمد – الزواجر عن اقتراف الكبائر – دار الفكر – الجزء 1.
26-
الغزالي ، أبي حامد – إحياء
علوم الدين – سمارغ – إندونيسيا – مكتبة ومطبعة كرباطة
قوتر .
27-
حجاج ، مسلم – صحيح مسلم –
المحقق نظر محمد الفاريابي – دار طيبه .
28-
ابن باز ، عبد العزيز – مجموع
فتاوى ابن باز – الرياض – رئاسة إدارة البحوث العلمية
والإفتاء – دار
أصدقاء المجتمع .
29-
ابن عثيمين ، محمد – مجموع فتاوي ورسائل ابن عثيمين – الرياض – دار
الوطن –
1413هـ .
31-
الدراجي ، سعد – ظاهرة الغش أسبابها ،نتائجها ، طرق معالجتها – مزده –
المعهد العالي
لإعداد المعلمين –
2004 .
32-
الزراد ، فيصل – ظاهرة الغش لدى طلبة المدارس والجامعات – الرياض – دار
المريخ
– 2002م .
33-
فليه، فاروق - ظاهرة الغش في
الإٌمتحانات ( التشخيص والعلاج ) – القاهرة - مكتبة
النهضة
المصرية - 1988م .
34-
الرميح ، صالح – ظاهرة الغش
في الامتحانات أسبابها ودور اللوائح التأديبية في معالجتها
– دراسة تطبيقية على
طلاب جامعة الملك سعود – 1425هـ
35-
الزركوشي ، نبيل – ظاهرة الغش
المدرسي أسبابه –أنواعه دوافعه – الحوار المتمدن –
العدد 3995- 2013م
36-
ابن عساكر ، أبو القاسم –
تاريخ دمشق لإبن عساكر – المحقق- عمرو العموري –
بيروت – دار الفكر – 1415هـ.
37-
التير ، مصطفى - أميمين ، عثمان - التغير في أنساق القيم ووسائل تحقيق الأهداف (
نموذج الغش في الامتحانات ) - القاهرة - دار الكتاب الجديد المتحدة – - 2002 م .
[1] الحازمي ، خالد – أصول
التربية الإسلامية – المدينة المنورة – مكتبة دار الزمان - 1433هـ - ص ( 20 )
[2] الآية : 110- سورة آل عمران .
[3] الدمشقي، إسماعيل – تفسير ابن كثير – بيروت – دار
الأندلس – 1996هـ - ج ( 2 ) – ص ( 89 )
[4] الشاس ، هداية الله – موسوعة
التربية العملية للطفل – القاهرة – دار السلام للنشر والتوزيع – 1428هـ - ص ( 29 )
.
[5] سورة البقرة – الآية ( 151 ) .
[6] الدمشقي، إسماعيل – مرجع سابق – ج ( 1 ) – ص ( 344 )
[7] الحازمي ، خالد – مرجع سابق –
ص ( 220 )
[8] الترمذي ، أبو عيسى – الجامع
الصحيح – تحقيق أحمد محمد شاكر – مكة المكرمة - -دار البار – ج ( 4 ) – ص(
529 ) رقم ( 2417)
[9] بكيش ، عمر سليمان -
دراسة حول ظاهرة الغش في الامتحانات في المدرسة الثانوية - مجلة أسبوع التربية
السابع - جمعية المعلمين في الكويت – 1979 م – ص ( 2 ) .
[10] الآية : 36 – سورة النحل .
[11] النير ، مصطفى عمر - الغاية تبرر الوسيلة دراسة اجتماعية لظاهرة الغش
في الامتحانات - ( 1980 ) – ص ( 15 ) .
[12] عبد الحميد ، جابر ، الخضري
سليمان - بعض العوامل المرتبطة بالغش المدرسي - القاهرة - عالم الكتب –1980 م - ص( 345 )
[14] بكيش ، عمر - دراسة حول ظاهرة الغش في الامتحانات لدى
المرحلة الثانوية - جمعية المعلمين الكويتيين – 1979م
[15] ابن منظور ، أبي الفضل – لسان
العرب- بيروت – دار صادر – 2008م – ج ( 11 ) – ص ( 52 )
[16] الفيروز آبادي ، مجد الدين –
القاموس المحيط – بيروت – دار الكتاب العربي – 1432هـ - ص ( 644)
[17] القرافي ، ابو العباس –
الذخيره – بيروت – دار العرب – 1994 م- ج ( 5 ) – ص ( 172 )
[18] زين العابدين ، زين الدين
محمد – التوقيف على مهمات التعاريف – القاهرة – عالم الكتب 38 عبد الخالق ثروت – ص
( 252 ) .
[21] عبد الرازق ،طولة – استخدام
تحليل العاملي لبيان العوامل المؤثرة في زيادة ظاهرة الغش بين الطلبة معهد
التكنولوجيا – بغداد 2010م
[22] هويش ، لؤي طه ، وآخرون –
دوافع الغش لدى الطلبة الأسباب والمعالجات – المعهد الطبي التقني – المنصور –
العراق .
[23] حسون ، فاضل – وآخرون – أثر
المعاملة الوالدية في ظاهرة الغش الدراسي والدافع للانجاز على طلبة الجامعة في
ليبيا العظمى - مجلة جامعة كربلاء العلمية -- المجلد الخامس – العدد الرابع –
2010م
[24] الكندري ، لطيفة – ظاهرة الغش
في الاختبارات أسبابها وأشكالها من منظور طلبة كلية التربية الأساسية في دولة
الكويت – كلية التربية – الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب – الكويت – 2010
م .
[25] العساف ، صالح – المدخل إلى
البحث في العلوم السلوكية – الرياض – دار الزهراء – 1431هـ - ص ( 189 ) .
[26] ابن منظور ، أبي الفضل – مرجع
سابق - ج ( 11 ) – ص ( 52 )
[27] الفيروز آبادي ، مجد الدين –
مرجع سابق - ص ( 644)
[28] القرافي ، ابو العباس – مرجع
سابق - ج ( 5 ) – ص ( 172 )
[29] زين العابدين ، زين الدين
محمد – مرجع سابق - ص ( 252 ) .
[32] فينكس ، فيليب - التربية والصالح العام - ترجمة محمد لبيب التجيحي - دار النهضة العربية ،
القاهرة - 1965 م – ص ( 865)
[33] احمد ، شكري سيد - و
المغيصيب ، عبد العزيز عبد القادر - سلوك الغش في الامتحانات وعلاقته ببعض
المتغيرات المعرفية والنفسية والاجتماعية لدى بعض طلبة التعليم العالي ، قطر ،
مجلة مركز البحوث التربوية ، المجلد 24، العدد3- 1988م- ص ( 14 )
[34] التبر ، مصطفى – الغاية تبرر
الوسيلة – دراسة اجتماعية غير منشورة لظاهرة الغش في الاختبارات – 1980 م – ص 11
[35] الشحات ، السيد – دراسة
تحليلية لوجهة نظر كل من المعلمين والتلاميذ في التعليم الفني والعام في ظاهرة
الغش – دراسات تربوية – المجلد السابع – ج ( 37 ) – القاهرة – 1991م - ص ( 210 ) .
[36] الذهبي ، شمس الدين – تحقيق عبد الرازق المهدي - الكبائر – بيروت - دار الكتاب العربي – 1425هـ - ص ( 72 )
[37] الهيثمي ، أحمد – الزواجر عن
اقتراف الكبائر – دار الفكر – الجزء 1- ص ( 400) .
[38] الغزالي ، أبي حامد – إحياء
علوم الدين – سمارغ – إندونيسيا – مكتبة ومطبعة كرباطة قوتر – ج ( 2 ) – ص ( 77 )
.
[39] حجاج ، مسلم – صحيح مسلم –
المحقق نظر محمد الفاريابي – دار طيبه – ص ( 101 ) .
[40] ابن باز ، عبد العزيز – مجموع
فتاوى ابن باز – الرياض – رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – دار أصدقاء
المجتمع - - ج ( 24 ) – ص ( 61)
[41] ابن عثيمين ، محمد – مجموع
فتاوي ورسائل ابن عثيمين – الرياض – دار الوطن – 1413هـ - ج ( 20 ) – ص ( 255) .
[43] حسون ، فاضل – مرجع سابق – ص
( 4 )
[44] الدراجي ، سعد – ظاهرة الغش
أسبابها ،نتائجها ، طرق معالجتها – مزده – المعهد العالي لإعداد المعلمين – 2004 –
ص 6
[45] الدراجي ، سعد – مرجع سابق- ص
( 8 )
[46] الزراد ، فيصل – ظاهرة الغش
لدى طلبة المدارس والجامعات – الرياض – دار المريخ – 2002م – ص ( 53 ) .
[48] الدراجي ، سعد – مرجع سابق- ص
( 11 )
[49] فليه،
فاروق - ظاهرة الغش في الإٌمتحانات ( التشخيص والعلاج )
– القاهرة - مكتبة النهضة المصرية - 1988م
– ص ( 11).
[51] الدراجي ، سعد- مرجع سابق – ص
( 14 )
[52] الدراجي
، سعد- مرجع سابق – ص ( 10 )
[53] الرميح ، صالح – ظاهرة الغش
في الامتحانات أسبابها ودور اللوائح التأديبية في معالجتها – دراسة تطبيقية على
طلاب جامعة الملك سعود – 1425هـ
[54] الدراجي ، سعد- مرجع
سابق .
[55] الدراجي ، سعد – مرجع سابق –
ص ( 12 )
[56] الزركوشي ، نبيل – ظاهرة الغش
المدرسي أسبابه –أنواعه دوافعه – الحوار المتمدن – العدد 3995- 2013م
[57] ابن عساكر ، ابو القاسم –
تاريخ دمشق لإبن عساكر – المحقق- عمرو العموري – بيروت – دار الفكر – 1415هـ- ج (
70 ) – ص ( 253 )
[58] التير ، مصطفى - أميمين ، عثمان - التغير في أنساق القيم ووسائل تحقيق
الأهداف ( نموذج الغش في الإمتحانات ) -
القاهرة - دار الكتاب الجديد
المتحدة – - 2002
م .
[59] الكندري ، لطيفة – مرجع سابق –
ص ( 15- 17 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق